فنان الشعب العراقي قارء المقام الفنان العراقي الراحل يوســف عمــر .
فنان
الشعب العراقي قارء المقام الفنان العراقي الراحل يوســف عمــر .
بقلم : رياض محسن المحمداوي.
ولد المطرب المقامي
يوسف عمر في محلة جديد باشا سنة 1918 في بيئة بغدادية دينية تتعشق قراءة وتراتيل القرآن
والمناقب النبوية والتهاليل والمقامات العراقية، والتي تدخل في كل الغناء (العراقي
والعربي .
لقد استقر حب المقام
في سويداء قلب هذا الفنان منذ بواكير طفولته وهو يرى ويتلمس حب والده واعمامه واهتمامهم
بالحصول على الاسطوانات التي كانت في وقتهم اختراع العصر، وبأصوات كبار المقاميين أمثال
أحمد الزيدان ورشيد القندرجي ونجم الشيخلي وحسين كردي ومحمد القبانجي وحسن خيوكة والحاج
عباس كمبير وقدوري العيشة وآخرين.
عندما بلغ يوسف عمر سن السباب زاد اهتمامه بالمقام
وقراء المقام وأخذ يتقرب من قراء المقام ومن هواته والمهتمين بشؤونه والموسيقيين
والتعرف على المقام وعن طرقه واسراره عن كثب فتقرب الى قراء أمثال ابراهيم الخشالي
وجهاد الديو وغالب الخشالي، وأخيراً الى عملاق المقام الاستاذ محمد القبانجي المقامي
.فتعلم الكثيرواخذ يتطور في قراءة المقامات التي تاثر بها من القراء واخرهم
القبانجي وهذا لم يمنعه ان يتخذ مدرسته الخاصة به في طرق قراءة المقام العراقي.
حتى حاز على اعجاب من حوله. وقد ذاع صيته بين العراقيين كقاريء مقام ذو صوت جميل
يقراء بطريقة جديدة في المقام .
فكثر معجبوه يوماً
بعد يوم حتى تمكن ان ينفرد في الساحة المقامية العراقية برغم وجود الكثيرين في تلك
الساحة!!.
الاانه سرعان
مادخل السجن لاتهامه بجريمة قتل
الا انه في عام
1948 اطلق سراحه وخرج من السجن منهياً محكوميته التي بلغت خمسة عشر عاماً، كان خلالها
يجأر بالشكوى المرة من انه حكم مظلوماً ! وعندما كان في السجن انطلق من عنق الزجاجة،
وراح يقرأ المقام ليل نهار بين أنس وطرب السجناء معه فهم في البلوى سواء وفي المحن
تتسامى النفوس وتتعاطف اكثر، والمقام خير معبر عما يخامر النفوس من آمال وآلام وطموحات،
وحينما وصل صوت يوسف
الى خبير المقامات العراقية في اذاعة بغداد اللاسلكية المقامي المعروف سلمان موشي. وقد انبهر الخبير بأداء يوسف عمر الذي يقراءة
المقام من الوزن الثقيل مثل الرست الذي يعتبر سمفونية المقامات العراقية، لهذا إعتمد
الخبير سلمان، اعتمد يوسف عمر مطرباً مقاميا في الاذاعة حيث تخصص له حفلات مقامية اسبوعية
حاله حال أي مطرب معتمد آخر.وتبدأ شهرته في الذيوع والانتشار، وتأنس به الاذن العراقية والتي صيغ
المقام لها.
وفي سنة 1956 يشترك
يوسف عمر في فيلم عراقي صميمي هو سعيد أفندي من بطولة الراحلة الكبيرة زينب ويوسف العاني
والراحل الكبير جعفر السعدي. ومعلوم ان يوسف غير للتمثيل لكنه يجيد القراءة
المقامية فحسب، كان دوره يصوره في حانة من حانات الباب الشرقي في خمسينيات القرن الماضي،
مع (دعبول) البلام غنى شيئاً من مقام الصبا: ناموا وعين الصب ليس تنام لله ماصنعت بي الأيام
أرعى النجوم ولي
فؤاد خافق مزجت بنغمة وجده الأنغام .
وفي السنة نفسها
يفتتح تلفزيون بغداد لأول مرة في الشرق الأوسط من قبل شركة PYE) ) باي الانكليزية، ويعتمد يوسف هنا ايضاً
كمطرب مقامي تلفزيوني، ويأخذ حصته من الحفلات المقامية في الاذاعة . وفي أوائل السبعينيات يؤدي يوسف شخصية المقامي
المبدع القديم (رحمة الله شلتاغ) قرائياً بالطبع، مع الفنان الراحل محمد القيسي بتمثيله
سهرة مع نخبة من ممثلينا..
وفي الفترة نفسها
تفتتح أمانة العاصمة المتحف البغدادي وبجهود مكثفة من قبل الفنان الراحل فخري الزبيدي
الذي كان يشغل وظيفة رئيس الملاحظين في الأمانة وهو المأخوذ بصورة الحياة البغدادية
التي نقلها الى المتحف هذا ومنها قراءة المقام في المقاهي وكانت ليوسف حصته المعلومة
قرائياً في المتحف، فضلاً عما كان يقدمه من روائع قرائية في خان مرجان وبعض بيوتات
الوجهاء في بغداد والمحافظات حتى تقاعده سنة 1985 وفي ليلة 14/15 تموز 1986 تدهورت
صحته، وتوفي في الليلة نفسها.
سجل يوسف عمر
الكثير من المقامات والبستات للاذاعة والتلفاز العراقي والكثير من الاسطوانات
والتسجيلات الخاصة اغلب المقامات العراقية وفروعها وشارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية مثل التراث
العراقي مع الموسيقار العراقي الراحل منير بشير في فرقة التراث الموسيقي العراقي .
كان رحمه الله
يحب الحياة مزاجي الطباع يحب تربية الحيوانات والطيوروكان يربي الحمام ويحرص على
رعايته . ترك هذا الفنان ارث مقامي كبير وهو امتداد لعمالقة قراء المقام العراقيين
عبر تاريخه .
رحم الله فنان الشعب
العراقي يوسف عمر
تعليقات
إرسال تعليق