زيارة محمد عبدالوهاب الى بغداد عام 1932
زيارة محمد عبدالوهاب
الى بغداد عام 1932
رياض محسن
المحمداوي:
في الاول من نيسان
عام 1932.. اقامت الجمعية الزراعية الملكية برعاية مباشرة من الملك فيصل الاول معرض
لبيان النهضة الزراعية والصناعية والعلمية التي يشدها العراق انذاك على ارض
(حديقة المعرض) والتي كانت في منطقة الباب المعظم افتتحه جلالة الملك فيصل الاول.
وقد اقيم مسرح كبير دعي اليه الموسيقار محمد عبدالوهاب لكي يقدم عليه حفلاته الغنائية، وكان الفنان، في مقتبل حياته الفنية الحافلة جاء لبغداد لاحياء حفلات غنائية والمشاركة في حفل المعرض.وقد دعي عبدالوهاب الى القصر الملكي وانشد قصيدة (ياشراعا) للشاعر الكبير احمد شوقي بهذه المناسبة غناءها امام الملك وولي العهد والحاضرين وبعض من ادواره الغنائية.
وقد كان الاقبال على حفلات عبدالوهاب التي اقامها على مسارح بغداد ضعيفا لكون الفنان لم يكن مشهور في الاوساط العراقية. كما ان اسعار التذاكر كانت باهظة الثمن.
غير ان الامرقد اختلف بعد سنوات قليلة عندما اشتهر عبدالوهاب ومال الناس الى فنه واعماله بعد ان عرض في بغداد اول فيلم له وهو(الوردة البيضاء) . ويذكران سينما الرافدين عرضت الفلم الثاني لعبد الوهاب وهو (دموع الحب) عام 1936، وقد توافدت الى دارالسينما اعداد كبيرة من الجماهير ولاول مرة امتد عرض الفلم لاسابيع عديدة.
وفي حديث خاص مجلة (الكواكب) المصرية التي صدرت في عام 1947 قال محمد عبدالوهاب عن احداث زيارته للعراق . ان حادثتين اثرتا فيه كثيرا. الاولى عندما دعي للغناء في القصر الملكي بحضور الملك فيصل الاول وولي عهده الامير غازي وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة، وقد انشد في هذه الحفلة قصيدة (ياشراع وراء دجلة يجري) وعندما مثل بين يدي الملك بعد الغناء سمع من جلالته كلمات الاطراء والثناء مما كان مدعاة فخر واعتزاز له.
اما الحادثة الثانية فهي كما يرويها عبدالوهاب انه خلال عودته من العراق في طريقه الى سوريا اصاب عطل سيارته فاضطر للتوقف في الصحراء العراقية ريثما يتم اصلاح الخلل الذي استغرق بعض الوقت. فترجل عبدالوهاب وزميله من السيارة وسارا في الصحراء على غير هدى، حتى فاجأهما في جوف الصحراء اعرابيان يحملان على كتفيهما اسلحة نارية . فصاحا بهم . من انتما؟ رأى عبدالوهاب ان يكتم اسمه عنهما خوفا منهما ولكن زميل عبدالوهاب لم يأبه بذلك وقال لهما: ان هذا الشخص هو المطرب المصري المشهور محمد عبدالوهاب . وسرعان ماتغيرت ملامح الاعرابيان واتسمت على ثغرها ابتسامة الاعجاب وقالا: انت عبدالوهاب الذي يغني على ليلى ؟ لقد سمعناك في المدينة كثيرا وانت تغني في الفونوغراف ثم اكرم الاعرابيان الرجلين. وهيأ لهما الطعام ثم غنى لهما عبدالوهاب بعض اغانيه الرائعة من باب الاعتراف بالجميل .وفي طريق عودته عرج على سوريا وفلسطين واحيا فيهما بعض الحفلات وعند وصوله القاهرة بعث الى تحسين قدري رئيس التشريفات الملكية العراقية ببرقية شكر وامتنان لجلالة الملك فيصل الاول ملك العراق على ما لقيه من رعاية وعطف جلالته الكريم وقال فيها انه سيذكر دائما مالقيه من الشعب العراقي من اخلاق نبيلة وكرم الضيافة ومن حسن تقدير للفن .
فديو
وقد اقيم مسرح كبير دعي اليه الموسيقار محمد عبدالوهاب لكي يقدم عليه حفلاته الغنائية، وكان الفنان، في مقتبل حياته الفنية الحافلة جاء لبغداد لاحياء حفلات غنائية والمشاركة في حفل المعرض.وقد دعي عبدالوهاب الى القصر الملكي وانشد قصيدة (ياشراعا) للشاعر الكبير احمد شوقي بهذه المناسبة غناءها امام الملك وولي العهد والحاضرين وبعض من ادواره الغنائية.
وقد كان الاقبال على حفلات عبدالوهاب التي اقامها على مسارح بغداد ضعيفا لكون الفنان لم يكن مشهور في الاوساط العراقية. كما ان اسعار التذاكر كانت باهظة الثمن.
غير ان الامرقد اختلف بعد سنوات قليلة عندما اشتهر عبدالوهاب ومال الناس الى فنه واعماله بعد ان عرض في بغداد اول فيلم له وهو(الوردة البيضاء) . ويذكران سينما الرافدين عرضت الفلم الثاني لعبد الوهاب وهو (دموع الحب) عام 1936، وقد توافدت الى دارالسينما اعداد كبيرة من الجماهير ولاول مرة امتد عرض الفلم لاسابيع عديدة.
وفي حديث خاص مجلة (الكواكب) المصرية التي صدرت في عام 1947 قال محمد عبدالوهاب عن احداث زيارته للعراق . ان حادثتين اثرتا فيه كثيرا. الاولى عندما دعي للغناء في القصر الملكي بحضور الملك فيصل الاول وولي عهده الامير غازي وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة، وقد انشد في هذه الحفلة قصيدة (ياشراع وراء دجلة يجري) وعندما مثل بين يدي الملك بعد الغناء سمع من جلالته كلمات الاطراء والثناء مما كان مدعاة فخر واعتزاز له.
اما الحادثة الثانية فهي كما يرويها عبدالوهاب انه خلال عودته من العراق في طريقه الى سوريا اصاب عطل سيارته فاضطر للتوقف في الصحراء العراقية ريثما يتم اصلاح الخلل الذي استغرق بعض الوقت. فترجل عبدالوهاب وزميله من السيارة وسارا في الصحراء على غير هدى، حتى فاجأهما في جوف الصحراء اعرابيان يحملان على كتفيهما اسلحة نارية . فصاحا بهم . من انتما؟ رأى عبدالوهاب ان يكتم اسمه عنهما خوفا منهما ولكن زميل عبدالوهاب لم يأبه بذلك وقال لهما: ان هذا الشخص هو المطرب المصري المشهور محمد عبدالوهاب . وسرعان ماتغيرت ملامح الاعرابيان واتسمت على ثغرها ابتسامة الاعجاب وقالا: انت عبدالوهاب الذي يغني على ليلى ؟ لقد سمعناك في المدينة كثيرا وانت تغني في الفونوغراف ثم اكرم الاعرابيان الرجلين. وهيأ لهما الطعام ثم غنى لهما عبدالوهاب بعض اغانيه الرائعة من باب الاعتراف بالجميل .وفي طريق عودته عرج على سوريا وفلسطين واحيا فيهما بعض الحفلات وعند وصوله القاهرة بعث الى تحسين قدري رئيس التشريفات الملكية العراقية ببرقية شكر وامتنان لجلالة الملك فيصل الاول ملك العراق على ما لقيه من رعاية وعطف جلالته الكريم وقال فيها انه سيذكر دائما مالقيه من الشعب العراقي من اخلاق نبيلة وكرم الضيافة ومن حسن تقدير للفن .
الموسيقار عبد الوهاب بغني لبغداد
تعليقات
إرسال تعليق