امير العود الموسيقار العراقي العالمي الراحل منير بشير

أغسطس 01, 2019

أميــر العود منير بشير.

بقلم رياض المحمداوي.

ولد الموسيقار منير بشير في مدينة الموصل مدينة الأدب والفن والتاريخ .عام 1930 من أسرة فنية فوالده السيد بشير عزيز من صناع وعازفي العود المعروفين. وشقيقهً الأستاذ الموسيقارجميل بشير الذي يكبره سنا. احاطه والده بالرعاية الفنية فمهد له دراسة الموسيقى من سماعيات ولونكات ومقدمات موسيقية لاشهر العازفين في الشرق والغرب الذين اشتهروا في ذلك العصر. وقدتعلم منير الكثير في طفولته ولكونه ذكيآ كان موضع تقدير وهو في السن المبكر مما دفع اسرته الى الاستيطان في بغداد ليكمل منير دراسته على يد الموسيقار الكبير الشريف محي الدين حيدر في معهد الفنون الجميلة في بغداد .
وقدكان منير بشيرنابغة اثارت اهتمام الشريف حيدر. مماجعله يتبناه ويتنباء له بامارة العود .وقد اخذ عنه بشير التقنيات العالية في العزف والذوق والتكنيك بمافيها جمال ورشاقة الريشة الساحرة عندما تلامس اوتار هذه الالة العراقية التاريخية الاكدية الاصل وبابلية السحر.فتخرج على يد استاذه الشريف حيدر وعين مدرسا للعود في معهدالفنون ولكن لم يقف طموح بشير عندحافة العزف فقط بل تعدى الى مناحي اخرى ومنها تحقيق حلمه بان يعيد للعود مكانته الحقيقية وان يكون امير له كما كان زرياب اميرا للعود.
لقد كان بشيرفنانا حقيقيا يحمل من الذوق وبعد النظر مالايحمله غيره. فعندما اوعز له ان يشارك بالاحتفال في يوم الشبيبة الديمقراطية في (فينا) عاصمة النمسا العام 1959 وقد اختير بشير من قبل اللجنة المنظمة للتراث الموسيقي العالمي من العراق الاستاذ منير بشير على العود كفنان عالمي واميرا لالة العود التاريخية. وكان حدثا عالميا كبير شاع صداه في العالم أجمع. وعند بلوغه منصب مستشار موسيقى في وزارة الثقافة في العراق ومديراً عاماً للفنون الموسيقية عمد على تاسيس فرقة التراث الموسيقي العراقي وفرقة البيارق وفرقة الثراث الظل والفرقة العربية للموسيقى والتي ظمت خيرة عازفين العراق .وحرص ان يكون للشباب الاكاديمي الاولوية فيها من تلامذته لكي يحثهم ويشجعهم على حبهم واعتزازهم بتراثهم الموسيقي العريق. وقد شاركت هذه الفرق في مهرجانات عده منها مهرجان بابل في مدينة بابل الاثرية بمشاركة العديد من الفرق العربية والعالمية .وساهم في تاسيسه معهد الدراسات النغمية وبيت المقام العراقي وادخل الالات التراثية لدراستها في هذا المعهد وفي مدرسة الموسيقى والباليه، وتخرج من هذين المعهدين العديد من الطلاب البارزين في آلة العود والسنطور والجوزة وغناء المقام العراقي ومنهم سالم عبدالكريم ونصير شمه وعلاء مجيد وكريم بنيان ومحمد كمر ووسام ايوب وكاظم الساهر وحسين الاعظمي وسيدة المقام فريدة. والقائمة تطول. فقد ساهم بشير ببناء جيل موسيقي مثقف احيا به الترا
[١٦/٢ ٢:٥٣ م] Riyadh AL Mehamadawi: جيل موسيقي مثقف احيا به التراث الموسيقي العراقي .
وقد حرص بشير على ان تكون جولات كثيرة لهذه الفرق التي طالت العواصم العربية والاوربية، وكان الاستاذ بشير على رأس هذه الفرق التي حصدت اغلب الجوائز والاوسمة العالمية الكثيرة وسجلت لها اسطوانات عديدة اصبحت في متناول المعاهد والاكاديميات الموسيقية في العالم اجمع. كما عزفه الارتجالي وموسيقاه في جميع العواصم والمدن العالمية والعربية الذي أحدث ضجة كبيرة في طريقة عزفه وخفة ريشته وحلاوة موسيقاه ويعتبر اول سفير ثقافي لبلده العراق. وقد نال العديد من الاوسمة والجوائز والانواط واهمها مفتاح باريس وجائزة معبد هرقل ومفتاح فينا ووسام شارل ديكول ووسام الرافدين واوسمة عالمية اخرى رفيعة المستوى.كان بشير يستقبل استقبالا رسميا في اي دولة كاميرا للثقافة العربية. فقد طموحاً في كل شيء فقد كان من مؤسسين المجمع العربي للموسيقى والذي جعل مقره الاساسي في بغداد واصبح امينآ عامآ له والحقه في الجامعة العربية لحد يومنا هذا.
لقد كان فنانآ عبقريآ بحق وفارس من فرسان العود لايتكرر واميرا حقيقيآ في عصرنا هذا كما كان زرياب في عصره .فقد جعل من هذه الالة موضع تقدير واعجاب كبار الفنانين العالمين والعرب.ولاننسى قول موسيقار الاجيال الاستاذ الموسيقار محمد عبد الوهاب حين قال (ان آلة العود صنعت وعزفت في العراق) .قد تحقق حلم بشير ان يبقي على امارة الة العود عراقية بفضل ما عمل عليه من تشجيع دراسة العود واهتمامه بتلامذته الذين اصبحوا اليوم من فرسان هذه الالة العريقة والتي هي جزء من تراثنا الحضاري العراقي وهم كثر جميعهم نجوم للعود يحملون اسم منير بشير الامير الخالد كلما صدحت انغامهم في اوتار العود العراقي. تحية لموسيقار العصر امير العود الموسيقار العراقي العالمي الكبير( منير بشير). الذي ابهر العالم بمؤلفاته الموسيقية الخالدة واعاد للعود مجده التليد.

---------------------------------------------------------

فديو اعمال الموسيقار منير بشير