الملحن العراقي الراحل طارق الشبلــي .. فنان الحـب فـي زمن الحـرب :

أغسطس 24, 2019

الملحن العراقي طارق الشبلــي .. فنان الحـب فـي زمن الحـرب :

بقلم :رياض المحمداي:

ترضون ابهيمه اتخلوني ... ذبلان الشوق البعيوني ... اتخلوني . بحال الصفصاف اتخاوني .. نعم قد تركوك في صحراء الاهمال وزرعناك بديلا لشجرة الصفاص ولم ينصفك وينصف فنك الكبير احد منا . تركناك ياكلك المرض بعد ما اكلك العوز والعزلة.حتى الذين مددت لهم يدك من المطربين الذين قدمتهم للساحة فاصبحوا مشهورين بفضلك ز. وحكومة هدمت ماكان فنآ في بلادنا وشيعته لمثواه الاخير.

ولد - الملحن طارق الشبلي، واسمه الكامل طارق شبلي فنجان السعد في مدينة البصرة عام 1939، بدأ مشواره في الموسيقى والغناء في عام 1956، عمل عازفًا على آلة الكمان ضمن الفرق البصرية آنذاك، ومنها فرقة تلفزيون البصرة، لكنه انتمى لفرقة الموانئ مع الفنان مجيد العلي وطارق شعبان ومنها انطلق. اللحن الأوّل الذي قدّمه واشتهر في حينه كان للفنان سعدون جابر لأغنية (الصفصاف)، ثم كانت المسيرة حافلة بالأغنيات الجميلة والمؤثرة التي تجاوز عددها الـ 170 أغنية، اضافتآ الألحان التي قدّمها بإيقاعات بصرية، منها: (يفر بيه هوى المحبوب يا يمة،للفنان محمد الشامي. و لوتحب لو ما تحب هي وحدة من أثنين وقلي شنو الصارللفنان محمود انور. واغانية أكول الله على العايل، بالله سلم سلام،للفنان الراحل رياض احمد والحان عديدة لمطربين وفرق بصرية منها لا تلوموني قلبي ما يحمل ملام، بعدك بالقلب بعدك، شوف اشسوه هجرانك، راح العزيز وروحي راحت، لعيونك أنت يا حلو، إبهيده هيده،لانوار عبد الوهاب واغنية واجب بالروح أشريك يحبيب واجب، هلا بجيتك، امكبعة، مستاحش، لالي يا قمر لالي مر بوطنه، مكحلات العيون، شوقي خذاني، زغيرة كنت وأنت زغيرون . تقول بت عشيري. مثل نجمة والقمر. ولاموني لاموني لسيتاهوكوبيان) ولعشرات المطربين من أمثال رياض أحمد، سعدون جابر، قحطان العطّار، صلاح عبد الغفور، رضا الخياط، محمد الشامي، فؤاد سالم، سيتا هاكوبيان، محمود أنور، قصي البصري، صباح السهل، سهى عبد الأمير، عبد الله رويشد وراشد الماجد. قداهمه المرض الذي ابعده عن التلحين احتجاجًا على الإهمال الذي لقيه من قبل الحكومة وموسسات الثقافة والاعلام ونقابة الفنانيين العجوز التي لم تنصف احد بقوانينها البالية ولم تضمن للفنان اي حقوق مستقبلية وكانه عامل نظافة يتعاقد باليومية. لقد وجد نفسه يعمل مندوب مبيعات في شركة صغيرة في البصرة، حينها شعر بخيبة أمل كبيرة في الحكومة مثل ماشعر قبلة من فنانيينا الكبار الذين انتقلوا لرحمة الله والذين ينتظرون دورهم سلفآ. لعدم الالتفات إلى الفنانين الكبار أصحاب العطاء، حتى أنه اصبح يخفي هويته الفنية اسمه الرنان عند تعامله مع الآخرين ومراجعتي للدوائركمندوب مبيعات .علمًا أنه لم يمسك آلة موسيقية للعزف أو التلحين منذ سنوات لانشغالة في معيشته التي ابعدته عن انغامه والحانة وتؤم روحه الة العود. لقد عانى الشبلي من ضنك العيش وهو الفنان الكبير وكيف حال الطير الحر الذي يحبس في قفص السجن وهو الذي يطير في السماء حرآ. فلقد سببت له هذه المعانات المرض الخبيث والنتيجة ظهورورم خلف رأسه من الجهة اليسرى تسبّب له في شلل في الجهة اليمنى من الجسم، وهو ما جعله يناشد حكومة بلادة التي بذل لها الغالي والنفيس ورفد الساحة الفنية العراقية باعذب الالحان واغنى الكتبة الصوتية العراقية واضاف لها درر لاتنسى. فصدح باعلا صوته انقذوني من المرض انقذوني يااهلي العراقيين ويافنانيين وياحكومة بلادي ويانقابة فنانيين .لاكن كان صوته يغور في بئر لاقرار له وكان من يسمع هذا الصوت يدير له ظهره.ومنهم المطربين الذين باعماله اصبح لهم اسم رنان .كان الجميع ينظر لكبش قي متى يكبوا فناكل من لحمة.لم يساعده احد ولم يسانده احد سوى وفاء الفنان الاستاذ الملحن طارق شعبان صديقه ورفيق دربه حتى اظرالشبلي لبيع مقتنياته وحتى عوده الذي عشقة وعاشره سنين طوال واخرها بيته ماؤى العائلة الذي عاشوا فيه في البصرة الفيحاء ويسافر إلى أربيل للعلاج في أحد مستشفياتها، حيث أزيل الورم، لكنه سرعان ما عاد فاضطر إلى أن يسافر إلى إيران أكثر من مرة. لكنه كلما أزاله سرعان ما يعود للنمو من جديد. قال عنه المطرب قحطان العطار: "عاش الفنّان المُرهف الإحساس كل حياته بلا أمان، فكان شعاره الحُب وظلّ يعزف طوال حياته على هذا الوتر. فجاءت مائات الآلحان تتغنّى بالحب منها (لو تحب لو ما تحب)، وأغنيه لا يعلم بها أحد غيري فحين كنت في الكويت أنذاك بعثها لي بكاسيت يقول مطلعها : (ظل إلعب بكًلبي لعب وأتمرجح بسبّاحه، بس كون إنته بفرح ما ريد أنه الرّاحة) فاما الموسيقار فاروق هلال قال اليوم مات ركن الحب بالاغنية العراقية بموت الشبلي .أمّا الملحّن سرور ماجد فقال اليوم مات صديقي الغالي طارق الشبلي فماتت معه نخلة بصرية. كان آخر مشاركاته الفنية معي في برنامج المايكرفون الذهبي.فقد قال فيه رفيق دربه واستاذه الفنان الكبيرمجيد العلي .اليوم رحل البرحي من نخيل البصرة الفيحاء برحيلك ياطارق رحلت معك عذوبة الالحان وابتسامتك الحزينة التي لاتفارق القلوب رحلت وانت المظلوم . لقد كان الفنان طارق الشبلي رمز من رموز الأغنية العراقية الراقية، قدّم وأبدع وصال وجال في سماء الأغنية وكان يعمل في هدوء وصمت، كان يفاجئُنا بأعماله الخالدة، قدّم للوسط الغنائي أكثر من مطرب صارت له مكانة مميزة فاصبح نخلة بصرية شامخة شهدت له الساحة الفنية العربية والعراقية من إبداع . ولاكن سيذكر التاريخ ماال اليه الفنان العراقي بعهده الجديد العهد البالي الهدام الذي هو بارع في قتل الجمال والابداع وتهديم مابناه الاجداد من حضارة عظيمة بنيت باياي عراقية .وكانه جاء ليشن حربه حضارتنا وتراثنا. رحم الله هذا الفنان المعطاء الذي رحل منذ في (17/3/2014) بعد صراع طويل مع المرض فودعته البصرة التي طالما عشقها ورفض الكثير من المغريات للعمل في دول خليجية حبآ بهذه المدينة التاريخية التي تمتاز بطيبة اهلها وجمالها. رحمك الله ايها الرجل الصامت الحزين الذي وهبة حياتك للحب قبل كل شيء رحمك الله ياعاشق النخيل ويارمز الوفاء للارض والوطن رحمك الله ايها الفنان المظلوم الذي وهب ولم يوهب. رحمك الله يامن جازيت الجفاء بالوفاء وعشت بعزة نفسك المعهوده فرسمت بها شموخ الصبر على المحن ضاربآ امثال الشجاعة وغنى النفس.حتى بات الجميع ينظر اليك نظرت التفاخر والعنفوان. رحمك الله يامن عشت للحب ولفضت انفاسك الاخيرة بكأسه لترسم لنا خارطة التسامح والجمال. رحل الفنان الكبير طارق الشبلي وودعه العراق واهل البصرة بمارشات الحزن التي علت اصواتها ورددها سعف نخيلها .رحل الشبلي الحزين المبتسم تاركآ ابتساماته الجميلة الحزينة في طرقات البصرة وشارعها العتيقة وعلى شواطيء شط العرب وجلسات السمر في ابو خصيبها وزبيرها وفاوها .رحل الشبلي وعيونه مفتوحة تنظر إلى نخيل البصرة الاشم والذي عهد اليه الحب كل الحب لينثره عتبآ وهو يقول ..ترضون بهيمه اتخلوني..ذبلان الشوق البعيوني ..اتخلوني بحال الصفصاف اتخلوني.

فديو اغاني من الحان الفنان