الوتر السابع موسيقارالاجيال ..الراحل روحي الخماش.
بقلم: رياض محسن
المحمداوي:
لقداكتفيت ان تكون
اميراً في مملكة الموسيقى والالحان
.
يامن أنشدت للعراق
.. (وطنـــي انـت لـــي والخصـم راغــــــم). فترجمت حبك للعراق بانغامك المطر. ولم
تكن تعلم ان هذا الوطن لن يكون نصيبه الا الدماروالنفي خارج حلبة المراهنات . فهو اليوم
مسلوب الاراداة قتيل من كل الجهات . امواله.. وتراثه .. وارثه ..وفنونه..واهله ..ومائه..
وهوائه ..وحتى طيوره لم تعد تغني له كما غنيت له يأآمير الموسيقى وسيد الانغام. لقد
بات العراق الذي احببته واحبك من بعدك صحراء من غير ماء ولا حياة . شريان مقطوع ينزف
منذ عشرات السنين. فحل به الحزن ولباس السواد ورحل عنه الفرح واهازيج العيد التي تنشدها
حناجر الاطفال. وباتوا اليوم الاعزة من اهله يفترشون البراري والخرائب خائفين جائعين
يقرصهم برد الشتاء ويعانون حر الصيف. سيدي امير الموسيقى روحي الخماش. لقد ذهب الفرح
عن انغام عودك الجميل وذهب كل جهدك وجهود المبدعين من ابنائك في رسم البسمة على شفاه
العراقيين. وحبست انغامك الساحرة التي كانت تلبس الوان سماء بغداد الزرقاء . لقد دفنوها
الاغراب الذين استوطنو وطني واخذو يقتلون الجمال في بلاد الحب والجمال.ومزقوا حكايات
الف ليلة وليلة.انهم تتارالعصر الجديد الذين سجنوا موسيقانا وحناجرنا وانغامنا وتراثنا
بالاغلال .واستبدلوها بنعيق البوم ونهيق الحمير.واطلقوا عليها غول لباسه الوحشة والظلام
والجهل .فاصبح وطننا الجميل كعروس اغتصبت ليلة عرسها . يتقاسمه الخونة الذين لايجيدون الا
العهر وقساوة القلوب وسرقة اقوات الناس. وقتل الشمس . .
ولد موسيقارالاجيال
الفنان الكبير روحي الخماش عام 1923في مدينة نابلس في فلسطين والتي اكمل فيها دراسته
الابتدائية وعندما وجد فيه والده حبا للموسيقى اشترى له عودا صغيرا ليتمرن عليه ولفت
ذلك انظارأحد اقاربه وهو احمد عبد الواحد الخماش الموسيقي الذي تخرج من معهد للموسيقى
في تركيا الذي اهتم به.وقد استطاع روحي الخماش خلال فترة قصيرة جدا ان يعزف (بشرف عاصم
بك) و(بشرف رست) لطاطيوس افنديو(سماعي بيات قديم) لسامي الشوا الذي استمع الى روحي
الخماش الصغير وهو يغني دور..احب اشوفك) كان هذا في مدينة القدس عام 1932 فاعجبه اداء
هذا الطفل وتنبأ له بمستقبل كبيرفي الموسيقى.وفي نفس الفترة جاء الفنان محمد عبد الوهاب
الى فلسطين واستمع الى غناء الطفل روحي وعزفه فقدم له هدية فيها تعبيراً عن اعجابه
بموهبته.وتكررالمشهد نفسه في يافا حيث جاءت ام كلثوم فاستمعت الى روحي الخماش وهو يغني
مونولوج سكت والدمع تكلم .للقصبجي فاثار ذلك الغناء ام كلثوم وجعلها تكيل المديح لهذه
القدرة المتنامية.
وفي العام
1935 زار بغداد بدعوة من الملك غازي واسمعه العديدمن الاعمال الغنائية التي ادهشت الملك
فاهداه ساعته الخاصة تعبيرا عن اعجابه بهذه الموهبة.في القاهرة سيكون له موعد هام هناك
على مقاعد معهد فؤاد الاول للموسيقى العربية كان ذلك العام 1938 وتم اختباره من قبل
لجنة مؤلفة من الشيخ درويش الحريري وصفر بك علي والدكتور محمود احمد الحفني والاستاذ
كوسناس وفؤاد الاسكندراني مدرس الادوار الذي ادهشهم بغنائه لدور (حبيب القلب) لمحمد
عبد الوهاب وبعد اكماله الدراسة في المعهد وتفوقه الواضح اتيحت له فرصة الدراسة في
ايطاليا لكن تداعيات الحرب العالمية الثانية لم تسمح له بقطف ثمار هذه التجربة فعاد
الى القدس ليصبح رئيسا للفرقة الموسيقية في اذاعة فلسطين.وقداستدعاه (طاهر الزبيدي)
الحاكم العسكري العراقي لمدينة نابلس بعد ان بلغت شهرة روحي الخماش حدودها القصوى من
خلال اقامته للاماسي الفنية للجيش العراقي هناك حيث تم توجيه الدعوة اليه لزيارة العراق
وقدوافق الخماش على هذه الدعوى ووصل فعلا الى العراق مع عائلته في تموز 1948.وعندما
وصل الى بغداد منح الجنسية العراقية وقدالتقى مصادفة باستاذه علي الدرويش حيث بداية
الرحلة نحو صياغة جديدة لموسيقى تنزع عن ملامحها ثوبها التقليدي في محاكاة واعية للمنجزالحديث
اسس عام 1948 فرقة الموشحات الاولى .وفي العام 1953 اصبح مدرسا في معهد الفنون وقد
اختلف وان بصمت على طريقة تدريس العود التي كانت متأثرة بمدرسة الشريف محيي الدين حيدر
في تحديد طبيعة الاوتار واستخدام الريشة.اسس العام 1961 فرقة ابناء دجلة الانشادية
من خريجي معهد الفنون وفي العام 1971 وبجهد استثنائي في تأسيس فرقة (خماسي الفنون
الجميلة) المؤلفة من سالم حسين على القانون وغانم حداد على الكمان وحسين قدوري على
الجلو وحسين عبد الله على الايقاع اضافة الى روحي الخماش كعازف عود.
فرقــة الانشـاد العراقيــة ومراحل التاسيس من
قبل الموسيقار روحي الخماش .
في العام 1948
وعن وصل الاستاذ روحي الخماش وهو الموسيقار والملحن والمغني المعروف والذي كانت تذاع
اغنياته على الهواء مباشرةً وبشكل يومي من أذاعة القدس في فلسطين ، الاذاعة الاولى
في الشرق الاوسط في فترة الثلاثينيات والاربعينيات ، وصل بغداد قادماً من فلسطين بعد
مأساة الاحتلال الاسرائيلي العنصري والتقسيم التي المت بهذا القطر الشقيق فأستقبلته
الأذاعة العراقية لتؤسس بجهوده القسم الموسيقي لأذاعة بغداد بعد ان كانت دار الاذاعة
لا تملك سوى فرقتان موسيقيتان وكان اشهر العازفين فيها هم الاخوين صالح وداود الكويتي
وعازف السنطور حاكي بثو ) وعازف الجوزة ( يوسف حوريش) بالاضافة الى فرقة للجالغي البغدادي
، والذين غادروها تباعاً هجرة الى فلسطين مع بداية الاحتلال الاسرائيلي .في العام نفسة
تشكلت اولى فرق الانشاد العراقية في أذاعة بغداد بعد ان عملت الاذاعة العراقية على
الاستعانة بخبرة الاستاذ الموسيقارروحي الخماش الى جهود الفنان الحلبي الشهير وعازف
الناي الشيخ ( علي الدرويش) والذي كان يبلغ من العمر وقتها ال80 عاماً ، وهكذا يعملان
سويةً على تأسيس فرقة للانشاد سميت في وقتها ( فرقة الموشحات الاندلسية) التي اخذت
على عاتقها التدريب على تحفيظ الموشحات الاندلسية التي كان خبيراً بها الشيخ علي الدرويش
ولا يقل عنه خبرةً الاستاذ روحي الخماش بحكم دراستة وتخرجة من معهد فؤاد الاول للموسيقى
العربيه في القاهرة ، وفي صيف 1949 غادر الشيخ علي الدرويش عائداً الى بلده ومدينته
حلب ، وهكذا تستلم الاستاذ روحي الخماش مهام الفرقة بعد ان غير اسمها الى ( فرقة أبناء
دجلة ) وقد ضمت فرقة الانشاد اصواتاً شابة واعدة لم تكن مشهورة آنذاك الا انها اشتهرت
بعد عدة سنوات من العمل في هذه الفرقة ومنهم : جميل سليم ، محمد كريم ، ناظم الغزالي
، رضا علي ، خالدة ، واحمد الخليل الذي كان يساعد روحي الخماش في تحفيظ الالحان لبقية
اعضاء فرقة الانشاد.بعدها بدأت تضم هذه الفرقة عدد من الموسيقين الجدد والاساتذه الدارسين
ممن تخرجوا من معهد الفنون الجميله وفي مقدمتهم الفنان الكبير جميل بشير وشقيقة منير
بشير والاستاذ غانم حداد .استمرت ( فرقة أبناء دجلة ) بالعمل حتى اواخر الستينيات بتقديم
الموشحات الاندلسية والعربيه وكانت تبث موشحاتهم من اذاعة بغداد وشاركت في حفلات عديده
وفي مؤتمر الموسيقى العربيه في بغداد سنة 1964 بموشح ( مداك ما لا يحصر ) من الحان
الموسيقار جميل سليم . أستمع الى فرقة ابناء دجلة في موشح مداك ما لا يحصر من مؤتمر
الموسيقى العربيه في بغداد 1964 ، ولكن هذه الفرقة لم تستمر بالعمل بسبب تسرب العديد
من اعضاءها كونهم يصبحون مطربين مشهورين او ملحنين كبار .وفي نهاية الستينات غيراسمها
وعنوانها الى ( فرقة الانشاد العراقية والتي تبنتها هذه المرة المؤسسة العامة للاذاعة
والتلفزيون العراقية من أجل اعادة التراث الغنائي العراقي والحفاظ على الموشحات واﻷغاني
التراثية ، فأنطلقت الفرقة من جديد في تشرين الاول عام 1971 تحت اسم (فرقة الانشاد
العراقيه ) وقد تبنى قسم المنوعات في تلفزيون بغداد هذه الفرقة ، وكانت ايضاً بقيادة
الموسيقارالمغفور له باذن الله روحي الخماش.بدايات هذه الفرقة كانت امتداد للفرق التي
سبقتها حيث ينصب أهتمامها على الموشحات الاندلسية والعربية ، والموشحات العراقية التي
كان يلحنها الموسيقار روحي الخماش أضافة الى الموشحات الاخرى القديمة والتي لحنها الاخرون
، فكانت الفرقة تتدرب 3 ساعات يومياً بأشراف وتدريب الموسيقار روحي الخماش ، يعلمهم
اصول الغناء والاداء .وفي بداية نشأتها اشتركت الفرقة في التصفيات الاولى التي اقامتها
رئاسة المجمع الموسيقى العربي في تونس ، ونجحت الفرقة في كسب الجوائز والمشاركة التي
ابهرت فيها الجمهور التونسي الذاق للموسيقى الموشحات . وكانت قد شاركت الفرقة بثلاث
موشحات سجلت بعد ذلك لتلفزيون بغداد وهي موشح ( يا هلالاً ، حبيبي عاد لي ، وموشح حبيبي
لا تطل هجري ، جميعها من الحان الموسيقار روحي الخماش ) ، وقد فاز موشح حبيبي عاد لي
بالجائزة الاولى في هذا المهرجان .وفي مرحلة لاحقة بدأت الفرقة الاهتمام بتطور الاغنية
العراقية التراثية واعادة توزيعها موسيقياً بشكل فني حديث ، ونفذت وفق ذلك 3 اغاني
هي ( جان القلب ساليك ، ون يا قلب ، وانعيمة ) وقد حازت على نجاح كبير بين جمهور المستمعين
والمتذوقين لاعمال هذه الفرقة مما دعاها الى تقديم المزيد من الاغاني العراقية التراثية
بأسلوب وتوزيع جديد ، واتخذت الفرقة خطة ضمن منهجها العام للاستمرار بتطوير الاغاني
العراقية القديمة الجيده. مما زاد من مشاركاتهم في أمسيات فنية خصصت لها شهرياً من
أذاعة بغداد أضافةً الى العديد من المشاركات في احياء حفلات ومهرجانات داخل وخارج العراق
.اولى الموشحات التي سجلت سنة 1972 وعرضت من خلال شاشة تلفزيون بغداد هي :موشح حبي
زرني – لدرويش الحريري .همت في دنياك - لروحي الخماش .وماني بسهم هواه - لداود حسني
.لما بدا يتثنى - لسيد درويش .رب ساق - لروحي الخماش .
ان معظمهم العازفين
كانوا اساتذة في معهد الفنون الجميلة وقد اهتمت المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون
بأعضاء الفرقة المنشدين والمنشدات والعازفين على حد سواء وقامت دار الازياء العراقية
التابعى لوزارة الثقافة والاعلام انذاك بتصميم الملابس الخاصة بالمنشدات وتنفيذها كما
ساهمت مصلحة الخياطة العامة بخياطة ملابس المنشدين بشكل موحد.
اول مجموعة انتمت
الى فرقة الانشاد سنة 1971 – 1972 هم :من المنشدين المنشدات. هم : عبد الامير محسن
.. شوقية حسون احمد..وحيد سعد خلف .. سهام نعيم رزوق..باهر هاشم الرجب .. ماجده احمد
عمر..نزار فيصل علي .. فضيلة عبد الجبار..محمد ابراهيم الجميلي.. انتصار عبدالله محسن..جميل
جوزي خليفة .. ميساء فاضل الشماع..فؤاد عبدالله احمد .... ماجده فاضل الشماع..عبد الرضا
هادي الجنابي .. نادية عبد الجبار وهبي..جاسم محمد امين .. ازهار صادق امين..فؤاد علي
الخياط .... فريال صادق امين..محمد سعيد محي الدين .. نعيمة محمد صادق..حكمت محمد احمد
.. جنيفياف توفيق امين ..عباس عزيز محمد .. نور الهدى محمد العقراوي..محي الدين عبد
السلام .. اديبة ..معد علي شفيق .. سهام محمد..عبد الرضا كاظم كريم .. مي اكرم..عارف
محسن .وقد ضمت الفرقة
الموسيقية الاساتذه العازفين التالية اسماءهم.
آرام بابوخيان
- طارق اسماعيل - خالد ابراهيم - محمود حمد - صبري خليل - سامي شاكر – عبد الهادي اسكندر
– خضر حمودي – حميد البصري – علي الامام – شكر العبيدي – حسين قدوري – نوري حسن – ابراهيم
الخليل – هاشم الخياط – قصي عبد الجبار .
وقد شهد عام
1985 ذروة اشتداد المعارك على جبهات الحرب العراقية الايرانية مما فرض ضغوطاً على فرقة
الانشاد لادماجها في الجهد الاعلامي الذي كانت الاغنية واحد من اهم عنوانيها مما دعى
الى حدوث تعارض في المواقف بين رسالة واهداف الفرقة كونها معنية بحفظ التراث الغنائي
وبين اغنية الحرب واهدافها مما دعى قائد الفرقة ومؤسسها الموسيقارروحي الخماش على الانكفاء
والعزلة في مزرعته بحجة الانشغال بها وهذا ما ادى الى فرط عقد الفرقة وتوقفها. ولم
تعاود الفرقة عملها حتى بعد عودة الخماش من عزلته لممارسة اعمالة الفنية ، حيث فضل
ان يبقى مدرساً لنظريات الموسيقى العربيه والعزف على آلة العود في كل من معهد الفنون
الجميلة ، معهد الدراسات النغمية ، بيت المقام العراقي ، كلية الفنون الجميلة.
لقد كانت هذه الفرقة
من اجمل واعرق الفرق الانشادية في تاريخ العراق الحديث وهي الوجه الحضاري المشرق للعراق
والتي تغنت بتراثه العريق والذي وصل الى الكثير من الدول العربية والعالمية وتعد فرقة
الانشاد العراقية من اقدم الفرق العربية واعرقها وقد عمل فيها خيرت الاساتذه من عازفين
وموسيقيين العراق ممن اصبح له شأن كبير وسمعة واسعة بين الاوساط الفنية والموسيقية
العراقية العربية والعالمية ومنهم الموسيقاري جميل منير بشير. وكان كل هذاالفضل يعود
للمجهود الذي بذل من قبل موسيقار الاجيال المعلم الكبير روحي الخماش .
اسس فرقة الموشحات
العراقية في بداية السبعينيات التي قدمت اعمالا شكلت نوعا من الانعطاف في تحديد شكل
لحني مختلف عن الحان البيئة العراقية وقد اتيحت لفرقة الموشحات ان تمثل العراق في الخارج
فحصدت الجوائز وكانت الرقم الصعب في كل المهرجانات.
لحن روحي الخماش
العشرات من الموشحات والقصائد الدينية والاغاني الوطنية وبعض المؤلفات الالية كالسماعي
واللونكا من اهم اعماله موشح (ياحبيب الروح) الذي كتبه صافي ياسر وموشح(أجفوة ام دلال)
كلمات خالد الشطري من نغم اللامي وايقاع 8/6 وموشح حبيبي عادلي كلمات عبد الجبار عاشور
وهو من نغم العجم عشيران وايقاع الجورجينا 16/10 الذي غناه المطرب اكرم عبد الله وموشح(
يا اهيف القد) كلمات الراحل نزار جواد وهو من نغم الرست وايقاع 8/6 يورك سماعي الذي
غناه فؤاد فتحي وموشح (ياهلالا) شعر محمد سعيد الحبوبي الثائر والفقيه الذي اقترب كثيرا
في شعره من حل الاشكال الدائم بين طهر رجل الدين وحسية الفنان وكان هذا الموشح قمة
لحنية من حيث البناء الموسيقي واستطاع الخماش فيه ان يعبر عن تطلعات الفنان في ارساء
نظام صوتي لايكون عبئا على اللغة التي يستمد انشاءه من بنيتهاالدلالية وقد ادى هذا
الموشح باقتدار الصوت الكبير عامر توفيق وهو من تلامذة الخماش المقربين اذ كان يحمله
في سنواته الاخيرة على ظهره ويساعده كأبن له ..
اما ابتهالاته
الدينية وهي اقرب اليه من سواها فقد لحن ابتهال (لبيك قد لبيت لك) للشاعر ابو نواس
وابتهال (فالق الاصباح) للشاعر المبدع مجيد كاظم وابتهال محمد حظر المحامد يعظم للامام
البرعي اما ابتهال (يا اله الكون) فقد تعود الصائم العراقي على استحضاره حيث اصبح جزءا
لايتجزأ من فلكلور الصوم العراقي ولم يكن هذا ممكنا لولا قدرة روحي الخماش على ان ينشئ
من اللحن نوعا من التواصل الحسي مع ذائقة تتضوع شذى في حضرة الحبيب الالهي.اما اعماله
الوطنية فقد لحن نشيد( الوحدة الكبرى) للشاعر محمد جميل شلش) ونشيد وطن واحد لصفاء
الحيدري ونشيد( عيد الام) لاميرة نور الدين وقد لحن انشودة (بغداد) شعرالشاعر الراحل
نزار جواد محاولا ان يخرجها من معطف الكراهية الى فضاء حريتها المغيبة.
اما القطع الموسيقية
التي انجزها فهي (شم النسيم) و(ضفاف دجلة)و(امل جديد) و(افراح الشباب. و(خيال) و(مناجاة)
وسماعي نهاون..والتي تتسم بالاعمال التي قدمها روحي الخماش بكونها ذات طابع كلاسيكي
ولكنه منفتح على نوع من الحداثة فالنسيج اللحني في اعماله الفنية متضمن على نوع فقد
قال عنه الملحن الكبير زكريا احمد اشعر عند سماع صوته بنشوة طرب احسست عندها بانه سيكون
له شأن عظيم .اما الموسيقارمنير بشير فقال انامطمئن على الموسيقى في العراق لوجود المعلم
الكبير روحي الخماش.الذي لايقل شان عن الجواهري والسياب والرصافي وهوعملاق من عمالقة
الفن العربي وعلم من اعلام العراق الذين هم عنوان كبير لجميع العراقيين .
انتقل روحي الخماش
الى رحمة الله في عام 1998 في بغداد ولم يكن قد شارك في تشييعه احدآ من المسؤلين ولكن
حمل على اكتاف تلامذته ومنهم الاستاذ سامي نسيم والاستاذ عامر توفيق والدكتور هيثم
شعوبي. لقد عاش بسيط رحل بسيط
.
سلاما ياذاكرةالموسيقى
واميرها الذي تظل ذكراه في قلوبنا وقلوب محبيه من العراقيين والعرب. وستبقى اعماله
التي تركها منارآ لذكراه التي لاتفارقنا. رحمك الله ياآمير الموسيقى. يامن اعطيت ولم
تاخذ معك الاكفنــك الناصع البياظ راضيآ مطمئنآ فرحآ انك قد اعطيت لحبيبك ووطنك العراق
كل ماكنت تحب. فسلام لك يامن ترقد في سلام. في ارض السلام.
ومن هذا المنبر
ادعوا الحكومة ووزير الثقافة وامانة بغداد ان يطلقوا باسمه شارعآ تكريمآ لماقدمه للعراق
من اعمال خلدها التاريخ الحديث.كما ادعوهم ان يطلقوا اسماء شوارع باسماء اعلامنا وفنانينا
الكبار الذين خدموا العراق خدمة جليلة.
----------------------------------------------------------------------------------------
فديـــو
تعليقات
إرسال تعليق