فنان الشعب العراقي الكبير المنلوجست الراحل الاستاذ .عـزيــزعلـــي

يوليو 06, 2019

المنلوجست العراقي عزيز علي

بقلم :رياض محسن المحمداوي .

فن المنلوج من الفنون التعبيرية التي اشتهرت وانتشرت في الثلاثينيات الى ستينيات القرن المنصرم . بداءت في مصر ثم العراق وبلاد الشام ثم اجتاح الوطن العربي . وقد برز فنانون كبار اجادوا هذا اللون من الغناء التعبيري امثال نجيب الريحاني واسماعيل ياسين. وشكوكو وغيرهم وقد استغله البعض في النقد السياسي والاجتماعي .ومن هؤلاء برز فنان عراقي كبيرة اجاد فن المنلوج واصبح من اشهرهم.

انه الفنان المنلوجست الكبير..عـزيـز علــي .

فقد اشتهرهذا الفنان في الاغنية النقدية السياسية فاصبح مشهورآ بتجربتة التي تكاد فريدة ولن تتكرر سواء في العراق او في الوطن العربي . فهو لايزال في الذاكرة ولاتزال اغنياته يتداولها العراقيين الى يومنا هذا فاغلبها تنطبق على الوضع السياسي الراهن. وقد تاثر به الكثيرين منهم المنلوجست علي الدبو وفاضل رشيد وغيرهم من العراقيين.

كان فنانآ وطنيآ .. من طراز خاص فهو ملحن وشاعر كتب ولحن جميع ماقدمه من منلوج. وكان لايخاف في الحق لومة لائم . فقد انتقد باغنياته الظواهرالفساد السلبية الخاصة والعامة والممارسات الحكومية الخاطئة وكان يطالب بالاصلاح السياسي والاجتماعي . كان فنان وطنيآ ومناصرآ للفقراء من ابناء شعبه ولايخاف الاالله ولاتاخذه في الحق لومة لائم . فقد تعرض للكثير من المضايقات والاعتقال من قبل السلطات العراقية في العهد الملكي وما تلاه من العهد الجمهوري.فقد سجن في عام 1941 لاشتراكه بحركة مايس كما سجن في منتصف السبعينيات لمدة سنتين اطلق سراحه بعدها واحيل على التقاعد لنقده ممارسات السلطة انذاك.

كان عزيزعلي فنانآ وطنيآ ناقدآ سياسي بدءا من عام ١٩٣٧ ولغاية عام ١٩٣٩م بطريقة اغاني المنلوج التي كان اول ظهور لها في مصر وانتقلت للعراق والبلدان العربية. وبعد تلك المرحلة. كان علي باغنياته من أكثر الداعين إلى الثورة الشعبية ضد الظلم والفساد وان نتاجه الفني الكبير يدل على نضج فكري ووعي سياسي وإلتزام مبدئي يتضح ذلك من موقفه المعلقة في النقد الصريح لظواهر الفساد والممارسات السلبية للساسة والمتنفذين ودعواته المتكرره للاصلاح .

كان الفنان عزيزعلي مثقف يجيد التحدث بخمس لغات عدا العربية. وكانت منولوجاته تمتاز بطابع الثوري ا لناقد والداعي للاصلاح لتلك المرحلة والتي استمرت في كل مراحل زمنية عديدة .وكان لعلي صدى واسع في الاوساط الفنية والجماهيرية العراقية التي تعشق صوته وترتقب منلوجاته الناقدة الشجاعة.

ومن اشهر منولوجاته التي اشتهرت (السفينة صلي على النبي، الدكتور، البستان، الشيطان، الراديو، القبول، الطاوه، تهنه بالهل بيده وضيعنه، كل حال يزول، منه كله منه، شوباش، انعل ابو الفن، هذه السنة سنة، اليحچي الصدك طاگيته

منكوب..؟. والكثير الكثير.وقد كان فنان مستقل لم ينتمي لاي حزب .رغم عرض اكثر من حزب الانتماء لصفوفه الاانه رفض ذلك وفضل ان يكون مع الشعب مستقلا عن الاحزاب لكونه كان يرى فيهم انهم افكار مزركشة لاتخدم الاانفسهم ولايهمهم من الشعب الا الشعارات التي هدفها اعتلاء صهوة السلطة لامصالح الشعب العراقي.

ولد الفنان الكبيرالمنولوجست العراقي عزيز علي عبد العزيز علي حاتم بن هاني في منطقة الكرخ محلة الشيخ بشار عام 1911 دخل دار المعلمين وعين في دائرة الجمارك عام 1937 ليتنقل بين عدة وظائف عامة من مديرية الأعمار الى الإذاعة ومن ثم الى الاعمار ثانية و بعدها الى السفارة العراقية في براغ وتونس ومن ثم انهيت خدماته طردا فأعاده الرئيس عبد السلام عارف الى الخدمة عام 1963 ليعين في وزارة الثقافة وعهد اليه عام 1968 بتأسيس مدرسة الموسيقى للاطفال.(مدرسة الموسيقى والباليه حاليآ .(

) توفي الفنان الكبير عزيز علي رحمه الله في 24 تشرين الاول عام 1995 وحيدا من دون ان يذكره أحد. شأنه شأن كل المبدعين العراقيين الذين لم يتركوا مالا ولا أملاكا بل تركوا تراثا حيا لايزال تعشقه الملايين. رحم الله عزيزعلي.

نشرت هذه المقالة في جريدة الصباح العراقية