مدرسة صالح الكويتي وناظـم نعيــم واثرهما في حداثة الاغنية العراقية..

يوليو 11, 2019

بحث وتحقيق :
رياض محسن المحمداوي

اعتمدت مدرسة المقام العراقي قديمآ على الشفاهية . فكان المقام ينتقل عبر الحفظ ولم يكن قد واكب مرحلة العلمية المتمثلة في التدوين اي النوته الموسيقية كعصرنا الحاضر. ولذلك ظل يدور بحلقة واحدة الى ان وصلنا من خلال بداية التوثيق عبر التسجيلات الصوتية. باكثر حداثة وبعد تاسيس الاذاعة العراقية وحين بثت لقاراء المقام واهمهم (الفنان محمد القبانجي) الذي حدث في المقام وغنى بعض المقامات ومنها مقام الامي والتي لم تكن متداولة كثيرآ وحررها من بعض المصطلحات المستوردة .وقد تاثر به من تلامذته الفنان يوسف عمر والفنان عبد الرحمن خضر والفنان ناظم الغزالي وجميعهم كانوا قد اعتمدوا المدرسة الشفاهية في قراءة المقام . حتى ظهور عبقريين موسيقيين عراقيين كانا اساتذة كبار لهم دراية في علم الموسيقى اي علم التدوين وكتابة النوته الموسيقية وتحليل المقامات والطبقات الصوتية وهما الاول الموسيقار العراقي الكبير الراحل صالح الكويتي والثاني الموسيقارالعراقي الكبير ناظم نعيم .؟. هؤلاء هم اصحاب المدرسة الاولى في التجربة الموسيقية واللحنية وتأسيس الاغنية العراقية ويعود لهم الفضل الاكبربتحديث المقام والانتقال به من عالم الشفاهية لعالم العلمية والتدوين . فهما اول من لحن واوجد الاغنية المتكاملة بعد ان كانت (مقام ثم بسته). فعملوا على ايجاد الالحان من المقامات العراقية ودونوها ورسموا حدود الاغنية المتمثلة في الدرجة ( التون ). والمقدمة الموسيقية والمذهب والكوبليه ثم الفواصل الموسيقية ثم القفلة. وواكبوا مرحلة التطور التي اخذت بالانتشار في مصر والعالم بتحديث التخت الشرقي باظافة الات موسيقية غربية بعد ان اختصر على الات قديمة كالسنطوروالقانون. فاضافوا والكمان والتشلوا والات موسيقية اخرى وبذلك حققوا ثورة في تحديث الاغنية. فاعتبرت اعمالهم هي مرحلة تاسيس الاغنية العراقية الحديثة.

لقد كانت تجربة الملحنيين العراقيين.الموسيقار( صالح الكويتي)والموسيقار(ناظم نعيم)انقلابآ لمقاييس الغناء في العراق. والتي بداء من خلالهما بوادرعصرالنهظة في الأغنية بالظهور مع اولى أغنياتهم. فالموسيقار صالح الكويتي الاب الروحي للاغنية البغدادية الحديثة صاحب الانجازات الموسيقية العظيمة . والالحان الخالدة والتي اسهمت في تغيير نهج وهوية الاغنية العراقية واذكرالبعض منها.(اغنية گلبك صخر جلمود..والهجرموعاده غريبه ..وهذا مو انصاف منك ..ويا نبعة الريحان وتاذيني ياولفي ليش تاذيني..وين رايح وين..و گلبي خلص والروح..وأنا من أكولن آه..و وشلون أصبر الروح..و يأم العبايه حلوه عباتج..و هوّه البلاني.. وآه يا سليمة.. وما حن عليّ..ومنك يا يالاسمر). والكثير الكثير من الاغاني الجميلة والتي زادت عن الخمسمائة اغنية . اما الموسيقار ناظم نعيم فيعتبر الاب الروحي الثاني للاغنية العراقية فقد لحن اغلب اغنيات ناظم الغزالي التي تعتبر من الاغنيات المتكاملة لحنآ وموسيقى وغناء. فحين نسمع الحانه التي غناها الغزالي نجد والتوزيع الموسيقي وتعدد في الآلات الغربية والشرقية. فهي نموذج للحن المتكامل والفضل يعود لعبقريته في اعتماده التلحين مستخدمآ التحديث في المقام الذي كان يعتمد على التراث الشفاهي . فقد وضف التوزيع الموسيقي لجمالية الاغنية مستخدمآ العلمية اي النوته الموسيقية فقد قدم لنا نعيم الفنان (ناظم الغزالي )وهو يغني بشكل جديد ومختلف. والذي كان يغني المقام الشفاهي والبسته.فلولا نعيم لم يكن للغزالي وجود. فلحن له مثل احبك واريد انساك. وماريده الغلوبي . ويم العيون السود . واغاني اخرى جعلها تغنى على لسان أبسط الناس الذين أحبوها وأحبوا صوت الغزالي تحية لهذين الموسيقارين الكبيرين .عرابين الاغنية لرفدهما الساحة الغنائية العراقية بابهى الاغنيات الجميلة. والتي اصبحن هويتنا العراقية الوطنية التي عاشت في مابيننا لحد يومنا هذا. رغم اننا اجرنا عليهما وتاريخنا الذي لم ينصفهما جراء الاضطهاد الذي تعرضوا له .اثر السياسات العنصرية والتعسفية للحكومات المتعاقبة على العراق. وهذه حقيقة ظلت مخفية لسنين طوال . فقد آن الاوان ان نفخر بهذين النخلتين ونكرمهما باطلاق شارعين ومعالم فنية اخرى بأسميهما لكونهما جزئنا البهي الذان قدما للاغنية ولتراثنا نموذجآ جميل سوف يحمل نبضات قلبيهما الى الابد.

فديو :من الحان صالح الكويتي