المطرب العراقـي الريفي حضيري أبوعزيز

سبتمبر 14, 2019

المطرب العراقـي الريفي حضيري أبوعزيز

المطرب حضيري ابوعزيز

رياض محسن المحمداوي.

مطرب ريفي عراقي واسمه الحقيقي حضيري بن حسن بن رهيف بن غالي بن شلون بن ديوان الصرخبي من عشيرة عبودة من مواليد قضاء الشطرة عام 1908 . حضيري ابو عزيز من عمداء الاغنية الريفية الاوائل الذين نشروها الى ابناء المدينة وجعلوا منها جسراً يربط بين الريف والمدينة. وكان يؤدي وصلتة الغنائية صبيحة كل يوم جمعة في الاذاعة على الهواء مباشرة قبل قدوم اجهزة التسجيل .

فتخلو الشوارع من المارة في بغداد وتتوقف سيارات الاجرة ويزدحم الناس في المقاهي والبيوت على اجهزة الراديو ولم تدب الحركة الا بعد ان ينتهي من الغناء ليستقبل بعاصفة من التصفيق وعبارات الاعجاب .حين يخرج من دار الاذاعة تكون بانتظاره تظاهرة من المعجبين تستقبله في الشارع المقابل للاذاعة تلوح له وتحييه وتبارك صوته الساحر الجميل .

حتى اصبح المطرب حضيري ولوقت طويل من الزمن سيد الشارع والغناء معاً .واستطاع حضيري ان يهيمن على قلوب جماهيره عشاق الغناء لعذوبة صوته الجامع بين الحزن والطرب والمساحة الصوتية قراراً وجواباً. وكان بحق اول صوت ريفي يشق طريقة الى كل مدن جميع العراق وبسرعة مدهشة . وقد اجاد غناء كافة الاطوار الريفية بطريقة مذهلة انتزع فيها اعجاب اوسع الجماهير الا ان المرض كان له بالمرصاد وهو لم يزل في قمة نجوميته في الغناء الريفي الاصيل صاحب الحنجرة الذهبية التي تسيل نبراتها حلاوة ورقة وعذوبة فرحل عن الدنيا وكانت صدمة كبيرة مني بها الشارع العراقي ومحبين فن الغناء. وقد ترك حضيري بصمته في الغناء الريفي وقد تاثر به الكثيرين من المطربين. فقدكان حضيري في صباه يرعى ابقار عمتة ( نوره ) في ريف الشطرة ،ثم انتقل الى خاله حسين الخياط في الناصرية وعمل معه . وفي عام 1927 دخل مسلك الشرطة ثم انتقل الى الاذاعة في عام 1936 بناء على طلب من وزارة المعارف التي كانت الاذاعة انذاك مرتبطة بها وسجل مجموعة كبيرة من الاسطوانات لشركة (بيضافون ) 1926(هزمسترفوز) عام 1933 .ولشركة (جقماقجي ) عام 1956 ، ورصيد حضيري من الاغاني يزيد على 200 اغنية، يجيد اداء جميع اطوار الابوذيه بدون استثناء .وكان يجيد الطورالسرحانـي وهو طور ريفي سمي بهذا الاسم نسبة الى قبيلة السرحان وموطنها الاصلي الجوف ووادي السرحان بشمال جزيرة العرب الذي تقطنه منذ القرن السابع الهجري وهي من قبائل المملكة العربية السعودية.

ويقال انه أحب فتاة عراقية من مدينته اسمها (هدية ) ولكن أهلها رحلوا عندما سمعوا بأن لها علاقة بالفنان حضيري وعندما علم الفنان حضيري أبو عزيز برحيل عائلة هدية فجر يوم الجمعة من سنة 1945 ،جنّ جنونه وهاجر الى مدينة بغداد العاصمة وانظم الى دار الاذاعة العراقية وغنى لحبيبته (هدية) هذا البيت من الأبوذية ..

يروحي إشفاد لجيج من لحيتي .. إجمْ ماسخ بماسخ ملحيتي ..

كل إللي جرى لي من لحيتي ... مستاهلْ يروحي وحيل بيَّ...

- أما الأغنية التي غناها الفنان حضيري أبو عزيز في وداع حبيبته (هدية) فكانت مزيجا من الحزن والعتاب لأنها رحلت وتركته مهاجراً الى بغداد التي عاش فيها مدى حياته حتى توفي عام 1972رحمه الله ..علماً أن هذه الأغنية تقرأ من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين بنفس المعنى..

ياحضيري بطل النوحْ وهجع شوية نوحك بعد شيفيد شالت هدية ..والله مابطل النوح علْ فاركوني وبسل لذبه الروح وعمي عيوني..

آني الهويت الضيم ماجاني كوه ويكلي إنت إمنين وينكر الخوة ...مو دخت مومليت موشيبتني ماخفت ربك ليش رحت وعفتني ..

هذه القصة التي تحكي مفردات الفن العراقي مابين الفرات ودجلة هي واحدة من قصص التراث الشعبي العراقي التي بقيت درساً من دروس الحب والوفاء فاصبحت عنوان من عناوين تراثنا الغنائي الشعبي .

رحم الله الفنان حضيري أبو عزيز.